الحمد لله وحده والصلاة والسلام على قرة العيون صلى الله عليه وسلم وبعد..
فلقد جاء الإسلام الحنيف آمراً بحفظ النفس والعقل والفكر من كل ما يشوبه أو ينغص عليه فكر حياته السليمة -حياة الإيمان- وأمر كذلك أن يحفظ الإنسان أهل بيته وذريته فقال المولى علا وجل: {ياأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..} وقال قرة عيوننا صلى الله عليه وسلم «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته..»
ولا يستطيع الإنسان الذي يريد جنة ربه أن يحفظ نفسه وعلقه وعقول ذريته وأفكارهم إلا بإتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم والحرص أشد الحرص على ذلك لأن سلعة الله غالية ولا ينالها إلا من يستحقها.
كلٌ منا يريد الصلاح لذريته في بيته.. فالبعض يجتهد في ذلك فيوفقه الله تعالى والبعض يخفق في ذلك لعدم حرصه وإجتهاده -بل لتربيته البهيمية لأبنائه- فيكون همه الأكبر طعامهم وشرابهم وملبسهم ومركبهم فقط.. وفقط لا غير.
التربية.. وما أدراك ما التربية..
أصبح الأب والأم في البيت نائِمَيْن وفي أعمالهم مشغولَيْن وأصبح المحيط الداخلي والخارجي يُربي الأبناء -شعُرنا بذلك أم لم نشعر- فأصبح التلفاز والفضائيات تربي، والشارع يُربي ولذلك قيل أبناء شوارع، والزميل يُربي -قل لي من تصاحب أقول لك من أنت- والجوال -أقصد المجرم البلوتوث- يُربي وبئس التربية..
فمن هو المسئول عن تربية أبنائنا في بيوتنا..؟
أعتقد أن جميع ما سبق شريكٌ في التربية لأبنائنا شئنا أم أبينا..
* ليعلم كلُ مُحبٍ للصلاح والإصلاح أن التربية إذا خرجت من سيطرة الأبوين ومن سيطرة المساجد وحلق القرآن والأندية الصيفية حل الفأس في الرأس ووقع كل ما نحذره من الشرور أجارنا الله وإياكم..
وما أنا بصدده هنا هو المربي الفضائي، أقصد المفسد الفضائي..
لقد عشعشت الفضائيات على بيوتات المسلمين فلا يكاد يخلو منزل من طبق فضائي بغض النظر عن صلاحه وفساده، والواجب على كل مربي أن يختار لنفسه وذريته وسائل التربية الصالحة والسليمة لفكره وفكر أبنائه وبناته فهم أمانة في الأعناق..
لماذا الآباء والأمهات يشتكون من فساد الأبناء وقد فرط كلٌ منهم في التربية والحفظ وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بأن يُربي المسلم ذريته على الخير والصلاح من بداية حياته فأمرنا أولاً بإختيار الزوجة الصالحة ثم إختيار الاسم الطيب للمولود حال ولادته ثم أمرنا أن نأمرهم بالصلاة لسبع ونضربهم عليها لعشر وهكذا..
إن الواجب على كل من أراد التربية الصحيحة السليمة لأبنائه أن يحرص أشد الحرص على أمور كثيرة أذكر منها على عجل:
ـ إشراك أبنائه في المناشط الإيمانية الخيرية كحلقات التحفيظ والأندية الصيفية والدورات العلمية والدورات التربوية و الأنشطة الاجتماعية..
ـ المتابعة السليمة للابن مع عدم سلب الثقة في نفسه.
ـ الاعتناء بإختيار الرفقة الصالحة للأبناء.
ـ إختيار القنوات الإسلامية -الأطباق الخيرية- الهادفة كمصدر للإعلام المنزلي الهادف ولو كلفت أغلى الأثمان..
أصون عرضي بمالي لا أُدنِسُهُ *** لا بارك اللهُ بعدَ العرضِ في المالِ
ومن القنوات الإسلامية على سبيل المثال لا الحصر قناة المجد الرائدة –رسيفر يُسمى الفلك، وهو يحوي أكثر من 40 قناة إسلامية تُغني عن غيرها.
نسأل الله الصلاح للجميع..
* فيا ليت شعري متى يكون في بيوتات المسلمين أطباقٌ خيرية *
الكاتب: سلطان بن معجب آل فلاح.
المصدر: موقع صيد الفوائد.